هل سمعنا يوما أن شركة الاتصالات السعودية قدمت اعتذار علني لعملائها عن خطأ فني مثلا ؟
الإجابة : بالتأكيد لا مع العلم أن جهاز الكومبيوتر مُعرض للخطأ إلا أن شركة الاتصالات منزهة عن الخطأ ومنزهة أكثر عن الإفصاح عنه .
تسرعت شركة الاتصالات السعودية دون دراسة مستفيضة وجادة بالترويج لخدمة جود بلس بغرض إعادة الحرارة للهاتف الثابت بعد نزلة برد أصابته من قلة الاستخدام .كانت الفكرة ذكية وهي كما جاءت في الإعلان : تحدث مع كل هواتف الجوال في كل الشبكات مجانا فقط بـ399 ريال .( بدلا من القول 400 ريال ). فكرة إعلانية ذكية لو كانت في الثمانينات عندما كان المستهلك ساذج لدرجة أنه لا يلتفت للريال المنقوص .
لكن ما هي الحقيقة ؟ الحقيقة أنك بمجرد أن تكثر من الاتصال على موبايلي أو زين ستفصل الخدمة عنك وعندما تتصل للاستفسار سيقال لك : هنالك عطل في الشبكة .
وإذا أكثرت من الاتصال والتذمر سيصارحك الموظف بأن اليد الخفية وراء تعطل الخدمة هي موبايلي وزين ( وليست أمريكا أو إسرائيل ) . ولا ادري ما مصلحة موبايلي وزين في تعطيل الخدمة ؟ بينما المنطق البسيط يقول أن المستفيد من تعطيل الخدمة هي شركة الاتصالات السعودية كونها لا تريد أن تدفع فواتير لتلك الشركات . ولكن لديها الاستعداد لصرف الملايين من أموال ( المساهمين ) على الإعلانات التلفزيونية .
يتبين من أداء الشركة المتذاكي بأنها تدار ( بالفهلوة ) وليس بأسلوب علمي جاد يعتمد الشفافية . وهذا أسلوب ناجح في حراج بيع أجهزة الجوال وليس في شركة تعد ثاني دخل اقتصادي للدولة . مع كل احترامي لبائعي أجهزة الجوال كونهم رجال يترفعوا عن الاستخفاف بعقول المستهلكين .
لن أطالب المواطنين برفع قضية جماعية ضد الشركة كونهم هم من شجعوا تلك الشركات بالتمادي نتيجة السكوت . ولكنني أنتظر من شركة موبايلي وزين أن تتقدم للجهات المختصة لرد اعتبارهم مما نسب إليهم بأنهم السبب وراء العطل .
حتى لحظة الانتهاء من هذا المقال مازالت إعلانات جود بلس منتشرة دون تنويه أن الاتصال على الشبكات المنافسة محدود وليس مطلق كما تدعي . ولم تنوه الشركة عن ذلك لا في موقعها الرسمي . ولا عند طلبك لتفعيل الخدمة .التي طلبت بدوري فصلها عن هاتفي نهائيا .
كم ذهل العالم حين بكى السيد أكيو تويودا رئيس شركة تويوتا أمام العالم بأسره نتيجة الخطأ ألمصنعي ( الغير مقصود ) في إنتاجهم . فهو لم يبكي لأن مبيعاته تراجعت بل بكى لأنه أساء لشرف الصناعة اليابانية .
فهل سيبكي أحد هنا ؟ أظن أنني أنا فقط من سيفعل !.