علم القلب .... علم اللسان

عن أبي الدرداء قال :
( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء فقال زياد بن لبيد الأنصاري كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم قال جبير فلقيت عبادة بن الصامت قلت ألا تسمع إلى ما يقول أخوك أبو الدرداء فأخبرته بالذي قال أبو الدرداء قال صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك أن تدخل مسجد جماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا ) . الحديث رواه الترمذي والدارمي والحاكم .قال الشيخ الألباني : صحيح .
يقول الحسن البصري رحمه الله :
( العلم علمان : علم اللسان ، ! فذلك حجة الله على ابن آدم ، وعلم في القلب فذلك العلم النافع ! ثم قال: فالعلم النافع هو ما باشر القلب فأوقر فيه معرفة الله تعالى، وعظمته، وخشيته، وإجلاله، وتعظيمه، ومحبته، ومتى سكنت هذه الأشياء في القلب خشع فخشعت الجوارح تبعا له ! ) .
فالعلم النافع إذاً : هو ما باشر القلوبَ فأوجب لها السكينةَ والخشيةَ ،والإخباتَ لله ، التواضعَ الانكسارَ له ، وإذا لم يباشر القلوبَ ذلك العلمُ ، إنما كان على اللسان : فهو حجة الله على ابن آدم ، تقوم على صاحبه وغيره كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : " إنَّ أقواماً يقرؤون القرآنَ لا يجاوز تراقيَهم ، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع صاحبه".
قال الإمام الغزَّالي رحمه الله : " العلم النافع يثمر خشيةَ الله تعالى ومهابتَه قال الله تعالى : { إنما يخشى اللهَ من عبادِه العلماءُ}. ، وذلك أنَّ من لم يعرفْه حق معرفته ، لم يهبْه حق مهابته ، ولم يعظمه حق تعظيمه وحرمته ، فصار العلم يثمر الطاعةَ كلَّها ، ويحجز عن المعصيةِ كلِّها بتوفيق الله تعالى"
وقد قبّح الله قلباً لا يخشع عند ذكره ، ولا يرعوي عند أمرِه ، وتوعد ذلك القلب بالويلِ فقال : { فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} .
وحتى تسعد أبدا:

جزاك ربي كل خير لا عدمناك

شــــكـــــــرا ع المرور

» تدري وش اللي يجرح القلب جرحين
» ادخل رقمك المفضل في القلب الأبيض الكبير ..